ولو نعطى الخيار لما افترقنا ... ولكن لا خيار مع الليالي

خلاف الأفصح، والأفصح: لو نعطى الخيار ما افترقنا

قوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا}: الضمير يعود على المؤمنين والكافرين، لقوله تعالى: {وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} [البقرة: 253].

وفي هذا رد واضح على القدرية الذي ينكرون تعلق فعل العبد بمشيئة الله، لأن الله قال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا}، يعني: ولكنه شاء أن يقتتلوا فاقتتلوا. ثم قال: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}، أي: يفعل الذي يريده، والإرادة هنا إرادة كونية.

وقوله: {يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}: الفعل باعتبار ما يفعله سبحانه وتعالى بنفسه فعل مباشر. وباعتبار ما يقدره على العباد فعل غير مباشر، لأنه من المعلوم أن الإنسان إذا صام وصلى وزكى وحج وجاهد، فالفاعل الإنسان بلا شك، ومعلوم أن فعله هذا بإرادة الله.

ولا يصح أن ينسب فعل العبد إلى الله على سبيل المباشرة، لأن المباشر للفعل والإنسان، ولكن يصح أن ينسب إلى الله على سبيل التقدير والخلق.

أما ما يفعله الله بنفسه، كاستواءه على عرشه، وكلامه، ونزوله إلى السماء الدنيا، وضحكه ... وما أشبه ذلك، فهذا ينسب إلى الله تعالى فعلاً مباشرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015