قوله: (فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة) هذا هو ما تضمنته هذه الرسالة، فالمشار إليه ما احتوته هذه الرسالة المباركة من اعتقاد الفرقة الناجية، أي: ما تعتقده الفرقة الناجية المنصورة، فوصف هذه الفرقة بوصفين: وصف النجاة ووصف النصر، وهما وصفان دل عليهما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما النجاة: ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) ، وسميت ناجية لأنها نجت من النار، هذا في الآخرة، وأما في الدنيا فلكونها نجت من البدعة والضلالة، وأما كونها منصورة فلما رواه الإمام أحمد من قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين -بهذا اللفظ- لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة) ، فشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنصر؛ ولذلك قال الشيخ رحمه الله: فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة، فهما وصفان لفرقة واحدة، (إلى قيام الساعة) أي: منصورة إلى قيام الساعة للحديث الذي ذكرناه.