ومن المهم في بحث الاستواء: أن نعلم أنه علو خاص، فالله سبحانه وتعالى موصوف بالعلو العام، كما قال: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:1] ، {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255] ، فعلوه سبحانه وتعالى عام على كل الخلق، وسيأتي هذا إن شاء الله تعالى في كلام المؤلف رحمه الله، ولكن علوه على العرش علو خاص بالعرش، ووجه الخصوصية: أن الاستواء المضاف إلى الله سبحانه وتعالى الموصوف به لم يضفه إلى غير العرش، فليس في الكتاب أنه استوى على السماء أو البحر أو الأرض، إنما الاستواء مضاف إلى العرش دون غيره من المخلوقات، ومن هذا نفهم: أن الاستواء علو خاص، وهو من الألفاظ المختصة بالعرش دون غيره، فلا يضاف إلى غيره لا على وجه الخصوص ولا على وجه العموم، فلا تقل: استوى الله على كل شيء، هذا لم يرد في الكتاب ولا في السنة، ولا تضيفه أيضاً إلى شيء مقيد كالاستواء على الأرض، أو السماء، أو غير ذلك من المخلوقات، وبه نعلم أن الاستواء أمر اختص به الله سبحانه وتعالى على عرشه دون غيره من مخلوقاته.