يقول رحمه الله: (وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً) بعد أن فرغ من ذكر الحمد ثنى بعد ذلك بذكر الشهادة، وهي مما تجمل به الخطب، وهي لب الإسلام، وقلب الإيمان، وهي أوله وآخره؛ ولذلك ناسب أن تفتتح بها الخطب والمقالات.
أشهد أن إلا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً، أي: إقراراً بالقلب واللسان، وتوحيداً، أي: أشهد بذلك مفرداً الله عز وجل بهذه الشهادة، فلا أشهد بها لغيره سبحانه وتعالى.
قوله: (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً) فبعد أن شهد لله بالوحدانية شهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ووصفه بأعظم وصفين يوصف بهما النبي صلى الله عليه وسلم، وهما وصف العبودية والرسالة في قوله: عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسلماً مزيداً آمين.