قال رحمه الله: (وآياته) أي: ولا يلحدون في آياته، والآيات تشمل الآيات الشرعية والآيات الكونية، والإلحاد يكون في الآيات الشرعية ويكون في الآيات الكونية، ومن الإلحاد في الآيات الكونية إضافة المطر مثلاً إلى غير الله عز وجل، كقول القائل: مطرنا بنوء كذا وكذا، فإنه من الإلحاد في آيات الله الكونية؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب) ، فهذا من الإلحاد في الآيات الكونية.
ومن الإلحاد في الآيات الشرعية تحريفها، أو طمسها وإلغاؤها، كما فعلت اليهود في آية الرجم، فإنهم حرفوها من الرجم إلى الجلد، أو إلى تسويد الوجه، فهذا من الإلحاد في الآيات الشرعية، وأهل السنة والجماعة سالمون من الإلحاد في أسماء الله عز وجل، ومن الإلحاد في آيات الله الشرعية والكونية.