ثم قال الشيخ رحمه الله: (بل يؤمنون بأن الله سبحانه) بل: حرف إضراب، وكم أنواع الإضراب؟ نوعان: إبطالي، وانتقالي، والإضراب هنا ما نوعه؟ هل يريد أن يبطل ما تقدم أم يريد أن ينتقل؟! يريد أن ينتقل، فهو إضراب انتقالي، والغالب أن يأتي بعد (بل) جملة فعلية، وقد يأتي اسم فتكون (بل) عاطفة.
قال المؤلف رحمه الله: (بل يؤمنون بأن الله سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] ) يؤمنون أي: يعتقدون أن ربهم جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهذا دليل للقيود السابقة، فقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] يدل على صحة القيدين في قوله: من غير تكييف ولا تمثيل، {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] دليل على صحة القيدين في قوله: من غير تحريف ولا تعطيل؛ لأن الله جل وعلا خاطب الناس بلسان عربي مبين، ولا يفهم العربي من السميع إلا إثبات صفة السمع، ولا من البصير إلا إثبات صفة البصر، فمن قال: إنه لا يوصف بالسمع ولا بالبصر فقد خالف ما دلت عليه النصوص، وخالف مقتضى اللسان العربي الذي خاطب الله به هذه الأمة، فقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] ، يبطل بدعة التمثيل، وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] يبطل بدعة التعطيل.