واعلم أن معنى القرب الثابت لله سبحانه وتعالى أمران: الأمر الأول: قرب قلب عبده منه سبحانه وتعالى، فقول النبي صلى الله عليه وسلم (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) هو قرب قلبه، وكذلك قوله سبحانه وتعالى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم:52] ، وكذلك قول الله في الحديث الإلهي: (لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه) .
فيستفاد من هذا الوصف قرب قلب العبد من رب العالمين، ولا يلزم عليه أي إشكال، فقرب قلب العبد يثبته جميع أهل الإثبات، فهذا المعنى يتفق عليه أهل الإثبات جميعاً، ولا ينكره أحد إلا الصابئة والفلاسفة، فهؤلاء خارجون عن بحثنا وكلامنا، فليسوا من أهل القبلة، أما أهل الإثبات من أهل القبلة فإنهم لا ينفون هذا المعنى من ثبوت هذا الوصف للرب جل وعلا.