يقول المصنف رحمه الله تعالى: [ومن أصول أهل السنة: التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات].
قوله: في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات يدل على أن الكرامات تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: في العلوم والمكاشفات.
والقسم الثاني: في القدرة والتأثيرات.
ويمكن أن نقسمها إلى قسمين: القسم الأول هو: القسم العلمي، والقسم الثاني هو: القسم العملي.
فأما قوله: في أنواع العلوم: فيمثلون لهذا بقصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي سبقت.
وأما قوله: المكاشفات: فيمثلون لها بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإنه كان على المنبر يوماً من الأيام، فصاح قائلاً: يا سارية! الجبل، يا سارية! الجبل، يا سارية! الجبل، وكان سارية أحد قادة عمر في العراق، وتبعد المدينة عن العراق بمفازات كبيرة جداً، فكشف لـ عمر أن سارية قد حوصر من العدو، وأن نجاته تكون بالجبل، فنادى عمر على منبره فانتقل الصوت إلى سارية فسمعه، يقول سارية: فسمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصيح قائلاً: يا سارية! الجبل، فانحزت إلى الجبل، فانتصر بذلك على عدوه، وهذا حديث صحيح صححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كتابه: سلسلة الأحاديث الصحيحة.
وأما القدرة والتأثيرات: فهو على نحو ما سبق أن أشرنا إليه في قصة العلاء بن الحضرمي، وأيضاً في قصة سعد بن أبي وقاص، فإنه سار على ماء دجلة حتى قطع النهر من دون أن يغرق.