إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
أما بعد: فسبب دخول باب الصحابة في أبواب العقيدة أنه وجد من الضالين المنحرفين عن سواء السبيل من طعن فيهم، وتكلم عليهم، ونقص من قدرهم، أو من رفع بعضهم فوق منزلته الشرعية التي يجب أن ينزله إياه.
وهذا الباب يوجد في مصنفات أهل العلم في العقائد مثل: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، والشريعة للآجري، والإبانة لـ ابن بطة، وغيرها من مصنفات أهل العلم في العقائد.
وقد أفرد له البخاري رحمه الله في صحيحه كتاباً مستقلاً سماه: كتاب المناقب، وكذلك الإمام مسلم في صحيحه أفرد له كتاباً سماه: كتاب الفضائل، وأورد فيه فضائل الصحابة رضوان الله عليهم.
والإمام ابن ماجة القزويني رحمه الله تعالى جعله ضمن كتاب السنة في كتابه السنن.
أما الترمذي رحمه الله؛ فإنه أفرد له كتاباً سماه: المناقب أيضاً.
وقد صنف أهل العلم قديماً وحديثاً مصنفات مستقلة في موضوع الصحابة، ومن أشهرها كتاب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى الذي سماه: فضائل الصحابة.
والصحابة رضوان الله عليهم جم غفير، يقول أبو زرعة الرازي: إن عدد الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورووا عنه وسمعوه يتجاوزون المائة ألف، فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بما يقارب المائة ألف، وقد رأوه صلى الله عليه وسلم، واجتمعوا به، واستمعوا إلى خطبته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.