وقد أنكر اليوم الآخر الفلاسفة والباطنية.
أما الفلاسفة فمثل ابن سيناء والفارابي ونحوهما كانوا ينكرون بعث الأجساد ويقولون: إن الأجساد لا تبعث يوم القيامة؛ لأنها تفتت وتصبح ذرات تتكون منها مخلوقات أخرى، فلا تعود مرة أخرى.
وقد كفر أهل العلم الفلاسفة لثلاثة أمور: الأمر الأول: بأنهم قالوا بقدم العالم.
والأمر الثاني: قالوا بإنكار علم الله بالجزئيات.
والأمر الثالث: أنكروا البعث الجسماني.
وقالوا: إنما هو للأرواح فقط.
ويفسر الفلاسفة عذاب الآخرة للأرواح بقولهم: إن الروح بعد أن يموت الجسد ويتفرق إذا كانت منعمة انتقلت إلى شخصية منعمة ومبسوطة في الدنيا، وإذا كانت معذبة كأن يكون صاحبها قد ظلم الناس في الدنيا انتقلت إلى شخص فقير معذب.
وأما الباطنية فيفسرون البعث والقيامة بأنه انتقال روح الشخص المعذب إلى روح كلب أو خنزير مثلاً، أو حيوان معذب يطرد ويؤذى ويجرح ونحو ذلك.
ويعتقدون أن الشخصية المنعمة تنتقل إلى حيوان آخر ينعم ويعتنى به ويغسل ويكون له من أحسن ما يكون.
ويقولون: الروح هي الروح هنا وهناك، سواء كانت في جسد إنسان أو كانت في جسد حيوان فهي هي.
وحينئذ تعذب هناك أو تنعم هناك، ولا شك أن هذا كفر بالله رب العالمين.