إيضاح المقصود بالثلاث والسبعين فرقة في ضوء واقع كثرة الفرق

Q كيف نوفق بين حديث الافتراق والواقع، حيث إن الفرق قد تجاوزت الاثنتين والسبعين؟ وهل هذه الفرق مخلدة في النار؟

صلى الله عليه وسلم هذه المسألة بحثها الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام، وذكر أقوالاً متعددة في مسألة عدد الفرق، منها: أن المقصود بالثلاثة والسبعين أنها كثيرة، ولفظ السبعين يطلق عند العرب للكثرة، لكن هذا يرده الترتيب، فاليهود تفترق على إحدى وسبعين، والنصارى على اثنتين وسبعين، وهذه الأمة على ثلاث وسبعين، فهذا الترتيب يدل على أن العدد مقصود، وأنها تفترق على ثلاث وسبعين فعلاً، لكن يبدو -والله تعالى أعلم- أن المقصود بالثلاثة والسبعين هنا: ثلاثة وسبعون منهجاً وطريقة من الطرق، وقد تكون في هذه الطريقة مثلاً عشرات الفرق؛ لأن الشيعة قد وصلت إلى ثلاثة وسبعين فرقة، وهكذا غيرها من الفرق فقد وصلت إلى فرق متعددة، فإن الباطل يفرخ باطلاً آخر، وقد تكون في الطريقة الواحدة مجموعة من الفرق.

وهذه الفرق ليست مخلدة في النار، فهذا الحديث من أحاديث الوعيد، والفرق الواردة في الحديث هم أهل البدع الذين لم يصلوا إلى الكفر المخرج عن الإسلام، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ستفترق هذه الأمة) يعني: أمة الإجابة، وفي لفظ: (أمتي)، يعني: المسلمين (على ثلاث وسبعين فرقة).

فقوله: (كلها في النار)، مثل قوله: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، ومثل: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، وغيرها من الأحاديث الواردة في الوعيد.

فأهل هذه الفرق هم من أهل القبلة، إن شاء الله غفر لهم وإن شاء عذبهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015