بيان ما تختص به صفتا السمع والبصر من كونهما ذاتيتين أو فعليتين

هل السمع والبصر صفتان ذاتيتان أم فعليتان؟ التحقيق في هذه المسألة: أن صفة السمع والبصر لها جانب ذاتي، ولها جانب فعلي، فأما الجانب الذاتي فهو باعتبار أصل الصفة؛ فإن أصل الصفة: أن الله عز وجل سميع بصير، فهي ذاتية بهذا الاعتبار، بمعنى: أن الله عز وجل ليس أصماً وليس أعمى كما هو عكس هاتين الصفتين.

وأما باعتبار تعلقها بالمسموعات وتعلقها بالمبصرات فهي فعلية، ولهذا لا تعلق للسمع والبصر بالمعدوم، بل السمع والبصر يتعلق بالشيء بعد وجوده، فالسمع يتعلق بالمسموعات بعد أن توجد، والبصر يتعلق بالمبصرات بعد أن توجد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015