ولا بد من الشهادة أنه - صلى الله عليه وسلم - رسول إلى جميع الناس، وهذه ـ أيضا ـ من ضرورات الدين، قال تعالى: ((قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً)) ((وما أرسلناك إلَّا كافَّةً للنَّاس)) ((تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً)) ((وما أرسلناك إلى رحمةً للعالمين)).
فمن اعتقد أن أحدًا يسعه الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر، فضلا عن من ادعى ذلك لنفسه.
ومن اعتقد أن اليهود والنصارى لا يلزمهم اتباع محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) (?)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي) (?)
وعيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان، ويحكم بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - (?).
فشريعة محمد، ودعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - لازمة لجميع البشرية، ولا يسع أحدًا الخروجُ عن شريعته - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: (وإمام الأتقياء)
الأتقياء: جمع تقي، وإمامهم ـ أي ـ مُقدّمَهُم، فجميع المتقين من النبيين فمن دونهم إمامهم مطلقا محمد - صلى الله عليه وسلم -، لكن يمكن للإنسان أن يكون إماما لجنس من المتقين، ولهذا كان من دعاء عباد الرحمن: ((واجعلنا للمتقين إماماً)) [الفرقان: 74] فيمكن أن تقول: اللهم اجعلني إماما للمتقين ـ أي ـ قدوة في الخير، ويقتدي به المتقون.