وخواطر، ((يعلم خائنة الأعين)) اللحظة التي يرسلها الإنسان خُفية ما يدري عنها أحد، الله يعلمها ((يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)).
يعلم دقائق الأشياء: ((إنها إن تك مثقال حبةٍ من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله))، ((وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتابٍ مبين)).
والله تعالى من أسمائه العليم، وعلام الغيوب، وعالم الغيب والشهادة.
والعلم من صفاته تعالى، ومن أهل البدع من ينكر هذا!
فالجهمية ينفون عن الله أسماءَه وصفاتِه ويقولون: هذه الأسماء إضافتها إلى الله مجاز، وإلا فهي أسماء لبعض المخلوقات.
والمعتزلة ينفون الصفات، ويقولون: اسمه عليم لكنه بلا علم، فليس العلم صفةً قائمة به، وقدير بلا قدرة، وسميع بصير بلا سمع ولا بصر! كذا حكى أهل العلم عنهم (?).
وأما الحق الذي دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ودل عليه العقل، وأجمع عليه سلف الأمة، والذين اتّبعوهم بإحسان فهو أنه عليم بعلم، وأن العلم صفته سبحانه وتعالى، وجاء ذكر العلم في القرآن، قال تعالى: ((أنزله بعلمه)) ((ولا يحيطون بشيءٍ من علمه))، وفي السُنّة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم إني أستخيرك بعلمك» (?)
وهذا تصريح بلفظ العلم، ولو لم ترد هذه النصوص لكان ذكر الإسم كافيا في الدلالة على إثبات الصفة.
وعلمه تعالى أزلي لا يتجدد ـ بمعنى ـ أنه يصير عالماً بعد أن لم يكن، ويعلم الشيء بعد أن لم يكن عالما به! فهذا نقص، والله منزه