والتقدير، سبحانه وتعالى: ((لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [البقرة: 107] وتجد هذا المعنى يُثنى في القرآن كثيرا.
وقوله: (وعلمه وقضائه وقدره).
كل شيء يجري بمشيئته النافذة الشاملة (وعلمه) القديم (وقضائه) النافذ (وقدره) أي: تقديره، السابق، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قدَّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) (?).
وقوله: (غلبت مشيئتُه المشيئاتِ كلَها، وغلب قضاؤه الحيلَ كلَها).
مشيئة الله تعالى نافذة وإن خالفتها مشيئات الخلق، فما شاء الله كان وإن لم يشإ الخلق، وما شاءه العباد لا يكون إن لم يشإ الله، كما قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ ... وما شئتُ إنْ لم تشأ لم يكنْ
خلقتَ العبادَ على ما علمتَ ... ففي العلمِ يجري الفتى والمسن
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ ... وهذا أعنتَ وذا لم تُعن
فمنهم شقيٌ ومنهم سعيد ... ومنهم قبيحٌ ومنهم حسن (?)
وقضاؤه وحكمه نافذ غالب لحيل الخلق، كما في الدعاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ماضٍ في حكمُك، عدلٌ في قضاؤك) (?) ومهما فعل الخلق ومهما دبروا؛ فلن يتم لهم شيء إنْ كان قضاء الله مخالفا له، ولن يمضي ولن يتم إلا حكم الله وقضاؤه؛ لكن الخلق يقدرون على فعل الأسباب، فالحيل من الأسباب، والإنسان مأمور بفعل الأسباب والحيل التي توصل إلى ما أمر الله به أو أباحه لعباده؛ ولكن هذه الأسباب محكومة بقضاء الله، ولن يتم بأي سبب وبأي حيلة أثر لأي سبب أوحيلة إلا ما قضاه الله سبحانه، وفي وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس رضي الله عنهما: (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله