وقوله: (والإيمان: هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر).
فسر الطحاوي الإيمان في هذا الموضع بما فسره به النبي - صلى الله عليه وسلم -، في حديث جبريل (?)، فهذه الأصول الستة هي: أركان الإيمان، أو أصوله، أو أصول الاعتقاد: الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة, والإيمان بالكتب, والإيمان بالرسل, والإيمان باليوم الآخر, والإيمان بالقدر، وهذا هو الإيمان بالمعنى الخاص، فإن الإيمان يُطلق إطلاقين:
إطلاقا عاما يشمل جميع أمور الدين العلمية والعملية، فهو اعتقاد، وقول، وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح.
ويطلق إطلاقا خاصا ويراد به هذا الأصول الستة.
وهذا هو ما يفسر به الإيمان إذا قرن بالإسلام، كما في حديث جبريل حينما سأله عن الإسلام، ثم سأله عن الإيمان، ففسر الإسلام بمبانيه الخمس، وفسر الإيمان بأصوله الست، وقال الطحاوي فيما تقدم: (الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان) (?)، وهنا قال: (الإيمان هو الإيمان بالله ... ) فيما تقدم أراد أن يبين مسمى الإيمان،