بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)) [البقرة: 285]؛ لكن الظاهر أن المؤلف قدم وأخر، مراعاة لتناسب الجمل.
فيجب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله على من شاء من رسله، والله أخبر في آيات كثيرة أنه أنزل الكتب وسمى لنا التوراة والإنجيل، قال تعالى: ((نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ)) [آل عمران: 3]، والزبور ((وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا)) [الإسراء: 55]، وصحف إبراهيم وموسى ((صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)) [الأعلى: 19]، فيجب الإيمان بكتب الله إجمالا، وهذا فرض عين، وبما سمى الله منها تفصيلا وتعيينا فنؤمن بالتوراة المنزلة على موسى، وبالإنجيل المنزل على عيسى، وبالزبور المنزل على داود، وبصحف موسى وإبراهيم، ونؤمن بأنها كلام الله، فالكتب المنزلة كلها كلام الله.
والإيمان بالكتب يندرج في الإيمان بالرسل؛ لأنهم هم الذين جاءوا بها قال الله تعالى: ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) [البقرة: 136] لا نفرق بين الرسل ولا نفرق بين الكتب ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلَاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقَّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابَاً مُهِينَاً * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ)) [النساء: 150 - 152].
وأنكر الله على اليهود إيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض.
وهذه الأصول يتعلق بها كثير من مسائل الاعتقاد، نص المصنف ـ رحمه الله ـ على بعضها، فيما تقدم، وكما سيأتي بعضها.
وقوله: (ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين).
ونشهد أن الأنبياء والمرسلين رسل من عند الله، جاءوا بالحق من عنده، وكلهم صادقون مَصْدوقون، ((لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ)) [البقرة: 136]،