فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)) قيل: ينظر بعضهم إلى بعض، وقيل: ينظرون إلى الكفار وهُم يُعذَّبون، فيغتبطون بنعمة الله عليهم أن نجَّاهم وعافاهم، وقيل: ينظرون إلى ما أعطاهم الله من النعيم، وقيل: ينظرون إلى ربهم، أقاويل في تفسيرها للسلف (?) كما هي عادتهم يذكرون بعض ما تدلّ عليه الآية، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: ولقد هضم معنى الآية من قال: ينظرون إلى أعدائهم يعذبون، أو ينظرون إلى قصورهم وبساتينهم، أو ينظر بعضهم إلى بعض، وكل هذا عدول عن المقصود إلى غيره، وإنما المعنى: ينظرون إلى وجه ربهم، ضد حال الكفار الذين هم عن ربهم لمحجوبون. (?)
وأما السنة فقد تواترت النصوص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات الرؤية، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: حين سألوه: هل نرى ربنا؟ قال: (هل تضارُّون في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تُضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك) (?)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامُون في رؤيته) (?)
إذًا؛ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة، وهي من مطالب المؤمنين، ومما يرجون الفوز به، ولهذا جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أسألك لذة النظر إلى وجهك) (?).