وقال تعالى: ((وإن كنتم في ريبٍ مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله))

وقوله: (ولا يشبه قول البشر) لا في بيانه وفصاحته، ولا في معناه؛ لاشتماله على المعاني العظيمة في أخباره، فقد بلغ الغاية في الصدق في أخباره، والعدل في أحكامه ((تنزيلٌ من حكيمٌ حميد)) ((تنزيلٌ من الرحمن الرحيم)) ((تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم))، لا يشبه قولَ البشر، مع أنه كلام، وقول البشر كلام، ولذا قال بعض أهل العلم (?): إن افتتاح السور بالحروف المقطعة فيه تنبيه على الإعجاز، وأن القرآن كلام مؤلفٌ من هذه الحروف التي يتألف منها سائر الكلام: (ال م رص ط هـ ك ع ق) فهو حروف وكلمات، وسور وآيات.

وقوله: (ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر)

يعني من شبه الله بخلقه فقد كفر؛ لأنه تكذيب لقوله تعالى: ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))، ((ولم يكن له كفواً أحد)).

فالله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، قال الإمام نعيم بن حماد (?): (من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه كفر، وليس في ما وصف الله به نفسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015