ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:
203- ورحمة الله مع الرضوان ... والبر والتكريم والإحسان
204- تهدى مع التبجيل والأنعام ... مني لمثوى عصمة الإسلام
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
قوله: (ورحمة الله) مبتدأ، و (تهدى) خبر المبتدأ.
وقوله: (رحمة الله مع الرضوان) أي مع رضاه عز وجل، ورضاه أخص من رحمته؛ لأن رحمته تنقسم إلى قسمين: عامة لجميع الخلق، وخاصة بالمؤمنين، أما الرضا فهو خاص بالمؤمنين، ولا يمكن أن يرضى الله عن الكافرين، ولا عن أعمالهم، فلذلك صار الرضوان أخص.
قوله: (والبر والتكريم والإحسان) ؛ (البر) : الخير الكثير، (والتكريم) أي مِنّا لهم، وإكرامنا إياهم وهم أموات بإكرام آرائهم وأقوالهم، واحترامها، وعدم الاعتراض عليها، والدعاء لهم، وسؤال العفو لهم إذا أخطأوا، وما أشبه ذلك. (والإحسان) أي الإحسان إليهم بالدعاء، وكان المؤمنون يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ) (الحشر: الآية10)) .
وقوله رحمه الله: (تهدي مع التبجيل والإنعام) التبجيل: غاية التكريم، (تهدى) أي من المؤلف رحمه الله، (والإنعام منّي) الإنعام: يعني الأفضال، والنعمة هي الفضل.
وقوله: (لمثوى عصمة الإسلام) مثوى عصمة الإسلام هي قبورهم، فكأنه دعا لأهل عصمة الإسلام أن يضع الله في قبورهم الرحمة والرضوان والبر والتكريم والإحسان إلى آخره، وعصمة الإسلام: يعني الذين بهم عصم الإسلام، وهم العلماء الربانيون الذين علموا الحق، وعملوا بالحق، ودعوا إلى الحق، ودافعوا للحق، هؤلاء هم الأئمة رحمة الله عليهم.