ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:

198- ولست في قولي بذا مقلداً ... إلا النبي المصطفى مبدي الهدى

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

يعني لا أقلد فيما ذهبت إليه إلا محمداً صلى الله عليه وسلم، وفهم من كلامه انه يجوز أن يسمى إتباع النبي صلى الله عليه وسلم تقليداً، وهذا مختلف فيه؛ فمنهم من يقول: لا تسم نفسك مقلداً للرسول، ولكن سم نفسك متبعاً للرسول.

ولا شك أن هذا هو الأولى؛ لأن الأصل في التقليد قبول قول القائل بدون دليل، وقبولنا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم قبول بدليل، ولهذا ينبغي أن نسمي ذلك اتباعاً، كما قال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران: الآية31)) ، وقال: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف: الآية 158) .

لكن لا بأس أن نتسامح ونقول من باب التجوز: إن هذا تقليد.

وقوله: (إلا النبي المصطفى) يعني بذلك محمداً صلى الله عليه وسلم، والمصطفى اسم مفعول من الصفوة، وأصلح المصتفى، ولكن قلبت التاء طاءً لعلة تصريفية، والمصطفى: يعني الذي اصطفاه الله عز وجل وجعله من صفوة خلقه.

وقوله: (مبدي الهدى) أي مظهره، قال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى: الآية52))

طور بواسطة نورين ميديا © 2015