قال الإمام الشافعي رحمه الله: والله ما حجب أعداءه عنه في حال الغضب إلا ليراه أولياؤه في حال الرضا، وهذا صحيح؛ لأنه لو كان الجميع محجوبين لم يكن لنفي الحجب عن الأعداء فائدة، بل فيه مضرة، حيث أوهم التخصيص ببعض مدلولاته.
والحاصل أن رؤية الله ثابتة بالنص على ثلاثة أوجه: ثبوت الرؤية، ونفي الإدراك، والحجب عن الأعداء.
أما دلالة السنة على الرؤية:
فقد تواترت السنة على رؤية المؤمنين لله سبحانه وتعالى يوم القيامة وعلى هذا قول الناظم ينظم بعض ما تواتر:
مما تواتر حديث من كذب ... ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شافعة والحوض ... ومسح خفين وهذي بعض
والشاهد قوله: (ورؤية) .
ثم قال المؤلف رحمه الله:
لأنه سبحانه لم يحجب ... إلا عن الكافر والمكذب
هذا تعليل بتدليل؛ لأنه لم يحجب إلا عن الكافر والمكذب، وفي هذا يشير المؤلف رحمه الله إلى قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين: 15)) ، فإذا حجب هؤلاء فضدهم يرون الله سبحانه وتعالى.