الباب الثاني في الأفعال المخلوقة

58- وسائر الأشياء غير الذات ... وغيرما الأسماء والصفات

59- مخلوقة لربنا من العدم ... وضل من أثنى عليها بالقدم

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

قال المؤلف رحمه الله: (الباب الثاني: في الأفعال المخلوقة) والأولى أن يقول: (الباب الثاني: في الأشياء المخلوقة) ، وذلك لأن قوله: (في الأفعال المخلوقة) توهم بأن المراد بالأفعال أفعال الله، وأفعال الله ليست مخلوقة وإنما المخلوق هو المفعول، وأما الفعل فهو صفة لله، وصفات الله ليست مخلوقة.

فالأشياء المخلوقة أي كل الأشياء، وكل ما عدا الخالق فهو مخلوق؛ من الأعيان والصفات والزمان والمكان وغير ذلك، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة: 2) فالرب غير مخلوق والعالم مخلوق.

ثم أيضاً لو قال: (في الأشياء المخلوقة) لشمل ذلك الأعيان والأفعال والأوصاف، بخلاف ما لو قال: (في الأفعال المخلوقة) فإن ذلك يختص بالأفعال فحسب.

فمثلاً: الآدمي عين، وبطشه وأكله وشربه أفعال، وأوصافه أوصاف.

فإذا قلنا: في الأشياء المخلوقة شمل الأعيان والأوصاف والأفعال، وإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015