النصوص وتسلم من هذا التقدير، اعتقد أن الله ليس كمثله شيء وتسلم من هذا التقدير، فلو طلع الفجر هنا في المملكة وهو ثلث الليل في المغرب. فيكون النزول بالنسبة لنا انتهى وبالنسبة لهؤلاء الذين عندهم الثلث الأخير موجود. نحن في الثلث وأهل المشرق قد طلع عليهم الفجر، فالنزول بالنسبة لأهل المشرق انتهى، وبالنسبة لنا بدأ، ولا تتعدى هذا يا أخي، ولست ملزما بهذه التقديرات أبدا.
والله لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة رضي الله عنهم، فالصحابة أحرص منا على الخير.
فإذا قال قائل: ربما لم يكن في قلوبهم هذا التقدير لأنهم ما عرفوا عن كروية الأرض على وجه مفصل، ولا عرفوا أن الشمس تغرب مثلا عن أهل المدينة قبل أن تغرب عن أهل المغرب فلهذا لم يسألوا؟ .
فنقول: لو كان هذا من شرع الله لقيض الله له من يسال حتى يتبين؛ ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أيام الدجال، فيها يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع، انطق الله الصحابة رضي الله عنهم وقالوا: اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يوم واحدة؟ قال: لا، اقدروا له قدره (?) . فلا تظن أبداً أن شيئا يلزمنا في ديننا يمكن أن يغفل إطلاقا، لو لم يتكلم به الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء فسوف يقيض الله له من يسال عنه لان الله يقول:) الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً) (المائدة: الآية 3) .
لما انقسم أهل القبلة - يعني الذين ينتسبون إلى الإسلام - هذه الانقسامات صار الناس يؤلفون الكتب المبنية على الجدل والنزاع والخصومات التي لا