(النساء: 27) : (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (النساء: الآية 26) والآيات في الإرادة كثيرة.

قال أهل العلم رحمهم الله: والإرادة تنقسم إلى قسمين: إرادة كونية: وهي التي بمعنى المشيئة، وإرادة شرعية: وهي التي بمعنى المحبة.

مثال الإرادة الشرعية: قوله تعالى: ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (النساء: الآية 27)) فهذه بمعنى المحبة وليست بمعنى المشيئة؛ لأنها لو كانت بمعنى المشيئة لتاب الله على جميع الناس، لكنها بمعنى المحبة فتتعلق بمشيئته إن شاء تاب، وإن شاء لم يتب. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) (البقرة: الآية 185) .

ومثال الإرادة الكونية التي بمعنى المشيئة قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (الحج: الآية 14) ، أي ما يشاء، بدليل قوله تعالى في الآية الثانية: (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (إبراهيم: الآية 27)

ومن أمثلة الإرادة الكونية أيضاً قوله تعالى: (إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ) (هود: الآية 34) فالإرادة هنا كونية؛ لأن الله تعالى لا يريد شرعا أن يغوي عباده، بل يريد شرعا أن يهديهم، قال تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (النساء26) (والله يُرِيدُ أن َيَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (النساء: الآية 27) .

فالإرادة إذا قسمان: كونية وشرعية.

والفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية من حيث الحكم من وجهين:

الوجه الأول: أن الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والإرادة الشرعية لا يلزم فيها وقوع المراد، فقد يريد الله الشيء شرعا ولا يقع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015