وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه» (?).
وفي الترمذي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر» (?) وكان عمر بهذا يعلم أن ما يأتي النبيّ صلى الله عليه وسلم من الوحي والملائكة وما يخبر به من الغيب وما يأمر به وينهى عنه أمر زائد على قدره ومجاوز لطاقته بل يجد بينه وبين ذلك من التفاوت ما يعجز القلب واللسان عن معرفته وتبيانه بل كان عمر بما حصل له من المكاشفة (?) والمخاطبة يعلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أكمل منه معرفة ويقينا وأتم صدقا وأخلاقا وأعلم منه بقدر الرسول صلى الله عليه وسلم فكان خضوع عمر هذا الذي هو أفضل الأولياء المحدثين الملهمين المخاطبين لأبي بكر الصديق كخضوع من رأى غيره من مشاركيه في فنه أكمل منه، كخضوع الأخفش (?) لسيبويه (?) وزفر (?) لأبي حنيفة (?)