قال المصنف رحمه الله: [والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته حق].
الأحاديث في الحوض متواترة، وفي الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟! قال: أنزلت علي آنفاً سورة، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر:1] ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ..) إلى آخر الحديث.
وقد ذكر الكوثر في كتاب الله في قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر:1]، وهذا يستدل به على إثبات حوضه صلى الله عليه وسلم من باب تفسير القرآن بالحديث، وإلا فإن النبي عليه الصلاة والسلام تواتر عنه من حديث ابن عمر وأنس وجابر بن سمرة وثوبان وغيرهم رضي الله عنهم ذكره صلى الله عليه وآله وسلم لحوضه، وكذلك ذكر النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي ذر: (أن آنيته كعدد نجوم السماء، وأن طوله شهر وعرضه شهر، وأنه ما بين صنعاء وأيلة)، وقال: (من مقامي إلى عمان، وكما بين جرباء وأذرح) كما في رواية ابن عمر رضي الله عنهما، إلى غير ذلك من الروايات المتواترة في الصحيحين وغيرهما، وقد أجمع أهل العلم بالحديث على تواترها، وهي مسألة خبرية.