مذاهب الناس في العلو مذاهب الناس في العلو للناس في العلو أربعة مذاهب.

المذهب الأول: افترق الناس في علو الله في العلو على أربعة أقوال:

القول الأول: مذهب سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين والأئمة والعلماء، مذهبهم أن الله فوق سمواته، مستوى على عرشه، بائن من خلقه أن الله فوق سمواته مستو على عرشه بائن من خلقه.

المذهب الثاني مذهب معطلة الجهمية ونفاتهم، مذهب معطلة الجهمية ونفاتهم أن الله ليس هو داخل العالم ولا خارجه، ولا هو مباين له ولا محايد له ولا فوقه ولا تحته، فينفون عنه الوصفين المتقابلين الذين لا يخلو موجود عن أحدهما، وهذا يقوله أكثر المعتزلة ومن وافقهم من متأخري الأشاعرة، إذا ماذا يكون، يقولون: الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين له ولا محايد له، يعني: لا منفصل ولا منقطع ولا فوقه ولا تحته، ماذا يكون أشد من العدم يكون ممتنعا أعوذ بالله.

المذهب الثالث: مذهب حلولية الجهمية الذين يقولون: إن الله بذاته في كل مكان كما يقوله النجاري، فعلى هذا الجهمية لهم مذهبان: مذهب النفاة ومذهب الحلولية، النفاة ينفون الوصفين، والحلولية يقولون: حال في كل مكان.

المذهب الرابع مذهب طوائف من أهل الكلام والتصوف، أن الله فوق العرش، وهو في كل مكان، فهم يقولون: هو بذاته فوق العرش، وهو بذاته في كل مكان، وهذا موجود في كلام طائفة من السالمية والصوفية.

أدلة السلف والأئمة وأهل السنة على علو الله على خلقه بذاته أولا عرفنا أن العلو ثلاثة أقسام أو ثلاثة أنواع:

النوع الأول: علو الله بالذات، والنوع الثاني: علو القدر والشأن، والنوع الثالث: علو القهر والسلطان، نوعان وافق فيهما أهل البدع، ونوع أنكروه ما هما النوعان اللذان وافقوا؟ علو القدر وعلو القهر، قالوا: نحن نوافق أن الله علو شأنه عال وقهره عال، أما كونه هو بذاته فوق، فهذا نخالفه، ولهذا أهل السنة إنما يستدلون على هذا النوع، فالسلف يستدلون أهل السنة والأئمة على أن علو الله على خلقه بذاته، استدلوا بالنقل الصحيح والعقل الصريح والفطرة السليمة.

أما النقل الصحيح: فمن وجوه كثيرة الأدلة النقلية، يقول العلماء: أدلة العلو تزيد على ثلاثة آلاف دليل تزيد على ثلاثة آلاف دليل، لكن الآن نريد أن نأتي بقواعد يندرج تحتها أفراد كثيرة، نحن نأتي بنوع نوع من الأدلة أنواع أنواع الأدلة، ولكن كل نوع تحته أفراد:

النوع الأول: التصريح والإخبار بأن الله استوى على العرش في سبعة مواضع من كتابه، كلها جاءت بلفظ على، وهي تدل على العلو والارتفاع، وهذا نص لا يقبل الاحتمال ولا الاشتباه في المعنى، هذا نوع كم تحته من أفراد سبعة أدلة سبعة، كلها ثم استوى على العرش، نحن الآن نأتي بقواعد أنواع ما نستطيع أن نحصر الأدلة، أكثر من ثلاثة آلاف، لكن نستطيع أن نأتي بالنوع الذي يدخل تحته أفراد.

النوع الثاني: التصريح بلفظ العلو، وقد تكرر في الكتاب وصف الله بالعلي والأعلى، كقوله: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) } وهذا يدل على ثبوت العلو لله بجميع أنواعه علو الذات وعلو القهر وعلو القدر علوالذات وعلو القدر وعلو القهر.

الثالث: التصريح بالفوقية لله تعالى تارة مقرونة بمن، كقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} وتارة غير مقرونة، كقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} فالمقرون بمن نص في معناه لا يقبل التأويل وغير المقرون ظاهر في المراد، ولا يقبل تأويله ممن ادعاه؛ لأن الأصل الحقيقة ودعوى المجاز لا تقبل بغير دليل، ولا دليل هنا.

هذه كلها أنواع ليس الأصل الحقيقة، ودعوى المجاز لا تقبل بغير دليل ولا دليل هنا.

الرابع: هذه كلها أنواع ليس أفراد، التصريح بالعروج إليه، كقوله: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} والعروج معناه الصعود إلى أعلى.

الخامس: التصريح بالصعود إليه، كقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} والصعود إنما يكون إلى أعلى. السادس: التصريح برفع بعض المخلوقات إليه، كقوله في المسيح -عليه الصلاة والسلام-: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} وقوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} وقوله في العمل الصالح: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} وثبت في الأحاديث والآثار ارتفاع دعوات المضطرين والمظلومين إلى الله، وذلك كله صريح في علو الله وفوقيته.

السابع: التصريح بتنزيل الكتاب منه، كقوله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) } {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) } {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) } {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} والنزول إنما يكون ممن هو فوق، وممن هو عال، وهذا يدل على علو الله وارتفاعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015