وكذلك النَّصَارَى الذين يقولون: بثلاثة آلهة كلهم خالق ورازق، وهم أكثر أمم أهل الأرض عدداً وأكثرها حضارة، في الحقيقة لم يثبتوا إلا رباً واحداً، لا ينفصل بعضه عن بعض، وقد نظر أحد ملوك الهند اللادينيين في أديان العالم، فلما بلغه دين النَّصَارَى، قَالَ: هذه الأمة سبة في جبين بني الإِنسَان؛ لأنهم يقولون عن عيسى: "إنه رب، وله أم ولدته، ونشأ عَلَى الأرض، وأن أعداءه اليهود قتلوه وصلبوه، فلذا نتخذ هذا الصليب شعاراً نرفعه عَلَى صدورنا ونضعه عَلَى الكنائس".

فهَؤُلاءِ ليس عندهم عقول، وإذا سئلوا: لماذا قتل الرب؟

قالوا: ليفدي الرب بني آدم من الخطيئة، لأن ابتداءنا كَانَ من الخطيئة، حيث أخطأ وأذنب آدم، ففدى الله الخليقة بابنه الوحيد.

سُبْحانَ اللَّه! أليس يقدر الله أن يغفر لهم ولا يعذب ابنه عَلَى زعمهم؟!

بل الذي أغرى آدم بالخطيئة هو الشيطان، فلماذا لا يكون الفداء بالشيطان أو بابنه؟!

هذه كلها تناقضات ودين لا يقبله العقل، وكيف يصلب اليهودالإله؟!

ولماذا يتخذ الصليب إله؟!

المفروض أن النصراني إذا رأى الصليب بكى وحزن وغضب.

ويقول بعض العلماء: إن شر الفرق وأجهلها وأقلها عقلاً هم الرافضة، ومع ذلك إذا ذكروا بمقتل الحسين بكوا وضربوا أنفسهم، فهم إذاً أعقل من النَّصَارَى.

قَالَ المُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: [مع ذلك هم لا يقولون إن الإله لا ينفصل بعضه عن بعض، بل يقولون باسم الابن والأب وروح القدس -والمعروف في الأناجيل باسم الأب والابن وروح القدس- إله واحد] .

كيف ثلاثة هم واحد؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015