وأما الصوفية فالغاية عندهم إثبات أن الله خالق كل شيء، فالموحد الحقيقي لا يثبت لأحد الأفعال، بل هو سبحانه الفاعل الحقيقي ولذلك لما دخل التتار إِلَى بغداد أخذ القطب الأكبر يقود الفرس لجنكيز خان ويقول: هذا هو الله، فعلينا أن نرضى بفعل الله، وهذا يقولونه عن اعتقاد أن هذا هو غاية التوحيد، وهو شهود الحقيقة الكونية بحيث لا ترى في الكون إلا هو، وأن كل ما يقع في الكون فهو منه تَعَالَى وهو الذي يفعله بذاته، وأما غيره فلا يثبت له أي شيء من ذلك.

وشهود الحقيقة الكونية هو عين توحيد الربوبية فيسقط اللوم ويعذر الخليقة؛ لذا لو وجدت شخصاً منهمكاً في المعصية فلا تلمه، لأن الله هو الذي يفعل هذه الأشياء وله حكم في ذلك.

فالصوفية وعلماء الكلام جعلوا توحيد الربوبية هو غاية التوحيد، بينما هو أمر فطري يستلزم التوحيد الذي جَاءَ به الأَنْبِيَاء وهو توحيد الألوهية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015