ثُمَّ يقول: [وكلامه هنا نظير قوله فيما تقدم "لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا" ثُمَّ أكد هذا المعنى بقوله: إذ كَانَ تأويل الرؤية، وتأويل كل معنى يضاف إِلَى الربوبية بترك التأويل] وإذاً هنا: تعليلية، وتأويل الرؤية هو ترك التأويل، وكيف يكون التأويل هو ترك التأويل؟!

يقول المصنف [ومراده ترك التأويل الذي يسمونه تأويلاً] هذا هو الصحيح، لكن الإمام الطّّحاويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- تأدب وجادلهم بالتي هي أحسن، وتنزل معهم في العبارة كأنه يقول: التأويل هو ترك التأويل، فإذا كنتم ترون التأويل بأنه حق، وأنه واجب، فالواجب هو ترك التأويل.

فلهذا قَالَ: [وتأويل كل معنى يضاف إِلَى الربوبية: بترك التأويل] وليس مراد المُصْنِّف ترك كل ما يسمى تأويلاً، لأن التأويل له معانٍ منها ما هو حق، ومنها ما هو باطل وهو يقصد المعنى الباطل لأنه عطف فقَالَ: [ولا ترك شيء من الظواهر لبعض النَّاس لدليل راجح من الكتاب والسنة] أي: لا يقصد ترك الحق لأجل النَّاس.

ليس كل ما في نصوص الكتاب والسنة يؤخذ على ظاهره

ليس في ظواهر نصوص الكتاب والسنة أي ممسك للمبتدعة بأن يقولوا: إن ظواهر نصوص الكتاب والسنة تفيد التشبيه، فيجب نفيها أو تحريفها، ونقول: كل لفظ في القُرْآن والسنة لا يؤخذ عَلَى ظاهرة مطلقاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015