ويقول المصنف: [ولكن ألقى الشيطان إِلَى بعض النَّاس أغلوطة من أغاليطه] فالشيطان هو الذي سول لعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وابن كلاب وغيرهم أن يخرجوا عما كَانَ عليه السلف الصالح -رضوان الله تَعَالَى عليهم- وأن يقولوا بهذا: إما بالرد لكلام الله -عَزَّ وَجَلَّ- ولكلام رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإما بالتأويلات، وإلا فإن الفطرة القويمة والعقل السليم يقطع بأنه لا بيان أوضح من بيان الله عَزَّ وَجَلَّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات:50] .

فلا حديث بعد القُرْآن يؤمن به، ففيه الحجة والبرهان الساطع، والدليل الواضح في جميع ما اختلفت فيه الأمة من المسائل، ولكن وقع الشقاق والخلاف في الأمة لما أن ركضوا وراء الأهواء، وأخذوا يلوكون كلام الله عَزَّ وَجَلَّ، ويقولون فيه كما يشاءون، ويتقولون عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يريدون، وإذا جاءهم من يقول هذا كلام رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو كلام الصحابة أو التابعين، قالوا: هَؤُلاءِ حشوية ينقلون الكلام ولا يفهمون معناه ولا يعرضونه عَلَى عقولهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015