وإذا سألت أحدهم هل تؤمن بهذا الحديث؟ قَالَ: اتركني أتأكد هل قال علماء المذهب به؟ وماذا قال شيخ الطريقة؟! هذا هو مثال حال الرجل الأول الذي قرأت له حديثاً صحيحاً عن رَسُول الله وقَالَ: هذا غير معقول فدعني أتأكد فلعل له معارض من العقول أو من العلوم أو من كلام البشر! ثُمَّ يقول بعد هذا: أنا مؤمن برَسُول الله! نقول له: لو آمنت أنه رَسُول من عند الله لقبلت ما جَاءَ به، أما لو تبين للشخص فيما بعد أن هناك دليل شرعي أقوى فهذا شيء آخر، لكن هذا رده أول ما سمعه زاعماً أنه قد يكون له معارضاً، والآخر الذي يقول: لا أستطيع أن أقول بهذا حتى أفكر فيه وأعرضه عَلَى عقلي؛ فيُقَالُ له: أنت إِلَى الآن في مرحلة الشك لم تؤمن برَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكثير من النماذج عَلَى هذا حتى في عصرنا الحاضر، ولكن بطرق ملتوية ومن ذلك حديث الذباب وهو حديث صحيح وفيه: أن في أحد جناحيها داء وفي الآخر دواء، قالوا: كيف نغمسه وكيف نعتقد أن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء؟ فنقول لهم: هل عندكم ما يطعن في إسناده أو في متنه؟ الجواب: لا. وهم ليسوا بعلماء حديث فَقَالُوا: نرى ما تقول معامل الكيمياء ومعامل الأحياء فأوقفنا الإيمان والعمل بحديث صح عن رَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى تؤكد لنا الكيمياء صحة ذلك؟!.