وكما جَاءَ في حديث الولي: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحبُّ إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ... ) الخ، وهذا الحديث أيضاً من الأدلة عَلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يحب وأن محبته تَبَارَكَ وَتَعَالَى درجة عالية، يحظى بها الإِنسَان بالاجتهاد في طاعة الله، والاجتهاد في اتباع رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

هذا ما يتعلق بإثبات صفة المحبة، لكن الإمام الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ قال في وصف نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [وحبِيبُ رَبِّ الْعَالَمِينَ] فهل معنى هذا أنه هو وحده حبيب رَبِّ الْعَالَمِينَ، أو أن معناه أن صفة المحبة أكمل من غيرها حتى تقال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الواقع أن محبة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يشترك فيها المؤمنون جميعاً، وإن كَانَ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحظ الأوفر من محبة الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

إذاً القضية ليست من أجل الاختصاص، فإذا كَانَ الإمام الطّّحاويّ اختارها؛ لأنها أكمل وأعلى، فإن هذا القول مرجوح؛ لأن المحبة ليست هي أعظم الصفات في بابها حتى نقول إن الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو حبيب رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ بل أعظم صفة في هذا الباب أن نقول: هو خليل الله وهو خليل الرحمن.

الخلة أعلا من المحبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015