والرجز من البحور الشعرية الستة عشر التي أصّلها الخليل بن أحمد وهو من أكثر أشعار العرب.

والعرب يستخدمون الرجز كثيراً وخاصة في مواضع القتال، أو في المواقف التي فيها الحمية والحماس.

ومعظم الرجز يأتي في المعارك ومثاله ما تمثل به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكره:

هل أنتِ إلا أصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ

ومنه قول جعفر الطيار:

يا حبذا الجنةُُُ واقترابها طيبة وبارد شرابها

والروم روم قد دنا عذابُها كافرة بعيدة أنسابها

عليَّ إن لاقيتها ضرابها

والقصد أن الراجز أتى بالحرف الزائد من أجل وزن البيت، وهذا الحرف فيه زيادة في المعنى.

إذاًً تأتي (الكاف) زائدة كما في قول رؤبة: (فأصبحت مثل كعصف مأكولِ) ومثله قوله تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] .

الوجه الثاني من الأعراب: أن الزائد هو كلمة (مثل) ، فمعنى لَيْسَ كَمِثْلِهِ أي ليس كهو أي كذاته - تَعَالَى - شيء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] فـ (مثل) هنا زائدة؛ لأنه ليس لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مثل، فننفي هذه المثلية.

ويكون (الكاف) هو حرف التشبيه و (مثل) اعترضت بين الجار والمجرور بحيث لو كَانَ في غير القُرْآن لقلنا ليس كهو شيء وهو السميع البصير، وعلى هذا يرد قوله تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا [لبقرة:137] فإن المقصود: فإن آمنوا بالقرآن، أو فإن آمنوا بالله عَزَّ وَجَلَّ فتكون "مثل" في هذه الآية زائدة المعنى زائدة اللفظ.

ولعل من الملاحظ أن هناك فرق بين هذه الآية وبين الآية التي في الشورى ففي آية الشورى نجد أن الحرف هو "الكاف" والاسم هو "مثل" والأحق أن حرف الكاف هو الزائد وأن "مثل" أصل في الكلام.

وعلى هذا كَانَ هذا القول -أي القول الثاني- قولاً بعيداً لأن القول بزيادة الحرف للتأكيد أولى من القول بزيادة الاسم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015