واللأواء هي: الشدة والمرض والنصب الذي قد يصيب ساكن المدينة، وقد أصيب الصحابة الكرام بها، ومنهم: أبُو بَكْرٍ وبلال وغيرهم بهذه اللأواء أول ما سكنوها، ودعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يبارك الله في المدينة وأن يبارك في مدها وصاعها وأن تنقل حماها إِلَى الجحفة، وأيضاً أصيب عدد من الناس، وكذلك الأعرابي الذي جاءه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزاره وقال له: طهور، فقَالَ: بل حمَّى تفور ... إلى آخر ما صدع به، فَقَالَ له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فكذلك إذاً، وهذا كَانَ مما يعيق هجرة المهاجرين إلا من كَانَ فيهم قوي الإيمان ثابت العزيمة.
أن يصلى عليه جمع من المسلمين
ومن الأعمال التي تكون سبباً لحصول الشفاعة لصاحبها يوم القيامة:
أن يصلي عليه جمع من الْمُسْلِمِينَ، وقد ثبت ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في صحيح مسلم عن عَائِِِشَةَ وأنس وابن عباس أنه قال: (ما من ميت يصلى عليه أمة من الْمُسْلِمِينَ يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه) هذه الرواية "مائة" وفي رواية ابن عباس وحده "أربعون".
ولو أخذنا بالرواية الأكثر فنقول: إن من صلى عليه مائة من الْمُسْلِمِينَ المؤمنين الموحدين فإنهم يشفعون فيه فيغفر الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى له بشفاعتهم، وهذا يدلنا عَلَى فضل صلاة الجنازة وعلى أن العبد المسلم -ينتفع بإذن الله- بدعاء إخوانه له وبصلاتهم عليه، كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ، فلهذا كَانَ من أفضل الأعمال ومن خيرها، ومن حق المسلم عَلَى المسلم أن يشيع جنازته وأن يصلى عليه.