وكم يحرص قطاع الطريق إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من دعاة الشرك والضلال عَلَى حرماننا منه قيقولون: إن كنتم تريدون شفاعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومحبته فهاكم هذه الصلوات، وكم من الأيام تقرأ أنواعاً وألواناً من الصلوات البدعية التي يفتعلها أصحابها ويكتبونها من عند أنفسهم ظانين أنها تقربهم إِلَى الله، وأن هذا دليل وعلامة محبتهم لرَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وهذا من تلبيس الشيطان عليهم ليصرفهم من الدعاء الوارد الذي يستحق صاحبه هذا الفضل العظيم إِلَى تلك البدع التي قال فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فالبدعة مردودة غير مقبولة وصاحبها مأزور غير مأجور فهذا مما يوجب علينا مزيداً من الحرص عَلَى الاتباع وعدم الابتداع، وأن نعرف خطر هَؤُلاءِ قطاع الطريق إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

سكنى المدينة

من الأعمال التي صحت الأحاديث في أن صاحبها ينال بها شفاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي:

سكنى المدينة والموت فيها، هذا البلد العظيم مهاجر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي انبثقت منه أنوار التوحيد والهدى، وأسست فيه دولة الإسلام الأولى.

وما زالت المدينة المنورة ولله الحمد تشع بالنور والخير في سائر العصور، ولم ينقطع منها الخير ولن ينقطع بإذن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وهذا كما روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري وابن عمر وأَبِي هُرَيْرَةَ يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا يصبر أحد عَلَى لأواء المدينة فيموت إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يَوْمَ القِيَامَةِ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015