يقول الإمام الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللهُ: [وسيدُ المرسلينَ] أي: ونقول: إنّهُ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتمُ الأنبياءِ وإمامُ الأتقياءِ وسيدُ المرسلينَ، وعلى ذلك علّق المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى بذكر هذه الأحاديث الصحيحة التي ورد فيها إثبات هذه الصفة للنبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها الحديث الصحيح المعروف (أنا سيد ولد آدم يَوْمَ القِيَامَةِ، وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع) .
الكلام على إضافة كلمة "سيدنا" للرسول صلى الله عليه وسلم
وكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو سيد ولد آدم لا غبار عليه، ولا إشكال فيه، وإنما الشبهة التي تثار وخصوصاً عند المتأخرين حول إطلاق كلمة سيدنا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيرى بعضهم: أن هذه الكلمة تصلح لأن تكون شعاراً وتتخذ سنة في الخطب، والمقالات، والمواعظ، حتى أن بعضهم يذكرها في التشهد في الصلاة!
ويقول: لماذا لا نقول: وأشهد أن سيدنا، أو اللهم صلى عَلَى سيدنا مُحَمَّد وعلى آل سيدنا محمد؟ ويقولون: إن هذا اللفظ قد ثبت من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو سيد ولد آدم! وأن الذي يقول: اللهم صل عَلَى سيدنا مُحَمَّد في صلاته، أو في خطبة الجمعة، أو غير ذلك أفضل من الذي لا يذكر لفظ سيدنا!
بل ليت الأمر وقف عند حدود الأفضلية، وإنما يقولون: عن الذي يقول: أشهد أن محمداً عبده ورسوله ولا يضيف سيدنا، هذا جافٍ يكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعياذ بالله.