والرضا بالقليل: وهو الزهد في هذا المتاع الفاني والحطام الزائل، متاع الحياة الدنيا، وكان أصحاب النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم القدوة في التقوى. والنموذج العالي هو رسولنا صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو إمام المتقين، وقوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] هذه سماها السلف آية المحنه أو الامتحان قالوا: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله تَعَالَى عليهم آية المحنه أو الأمتحان.

قال الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللهُ:

[وسيد المرسلين] .

قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ:

[قال صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أنا سيد ولد آدم يَوْمَ القِيَامَةِ، وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع) رواه مسلم.

وفي أول حديث الشَّفَاعَة (أنا سيد النَّاس يَوْمَ القِيَامَةِ) وروى مسلم والتِّرْمِذِيّ عن واثلة بن الأسقع رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قال رَسُول الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)

فإن قيل يشكل عَلَى هذا قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تفضلوني عَلَى موسى، فإن النَّاس يُصعقون يَوْمَ القِيَامَةِ، فأكون أولُ من يُفيق، فأجدُ موسى باطشاً بساقِ العرش، فلا أدري هل أفاق قبلي، أو كَانَ ممن استثنى الله؟) خرّجاه في الصحيحين، فكيف يُجمع بين هذا، وبين قولهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015