يقول: [وأما الأول: فالنزاع فيه بين أهل السنة من السلف والخلف] أي: ما عدا القدر وهو مجرد الاستخراج والإشهاد فيه نزاع [ولولا ما التزمت من الاختصار لبسطت الأحاديث الواردة في ذلك، وما قيل من الكلام عليها، وما ذكر فيه من المعاني المعقولة، ودلالة ألفاظ الآية الكريمة] وبسط هذه الآثار.
والكلام عليها موحجود في وأيضاً في كتاب الروح وكتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ "قال القرطبي: وهذه الآية مشكلة وقد تكلم العلماء في تأويلها وأحكامها، فنذكر ما ذكره من ذلك حسب ما وقفنا عليه.
فَقَالَ قوم معنى الآية: أن الله أخرج من ظهور بني آدم بعضهم من بعض، قالوا: ومعنى: أشهدهم عَلَى أنفسهم ألست بربكم " دلهم بخلقه عَلَى توحيده؛ لأن كل بالغ يعلم ضرورةً أن له رباً واحداً: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ [الأعراف:172] أي: قال فقام الإشهاد عليهم والإقرار منهم، كما قال تَعَالَى في السموات والأرض: قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت:11] وذهب إِلَى هذا القفال وأطنب".
معنى الإشهاد في آية الميثاق
قَالَ المُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
[وقيل: إنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد، وإنه جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما خاطبها. ثُمَّ ذكر القرطبي بعد ذلك الأحاديث الواردة في ذلك، إِلَى آخر كلامه.
وأقوى ما يشهد لصحة القول الأول: حديث أنس المخرج في الصحيحين الذي فيه: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ، قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ في ظَهْرِ آدَمَ أنْ لا تُشْرِكَ بي شَيْئاً، فَأَبَيْتَ إلاَّ أنْ تُشْرِكَ بي. ولكن قدر روي من طريق أخرى: قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل، فيرد إِلَى النَّار. وليس فيه: (في ظهر آدم) . وليس في الرواية الأولى إخراجهم من ظهر آدم عَلَى الصفة التي ذكرها أصحاب القول الأول.