إذا عرفت هذا فمن العجيب قول الحافظ ابن كثير عقب الأحاديث والآثار التي سبقت الإشارة إلى أنه أخرجها: فهذه الأحاديث دالة على أن الله عزوجل استخرج ذرية آدم من صلبه وميز بين أهل الجنة وأهل النار، وأما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عنابن عباس وفي حديث عبد الله بن عمرو وقد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم.

قلت: -أي الشيخ ناصر -: وليس الأمر كما نفى بل الإشهاد وارد في كثير من تلك الأحاديث الأول: حديث أنس هذا ففيه كما رأيت قول الله تعالى: " قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً"، قال الحافظابن حجر: في فتح الباري فيه إشارة إلى قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ [الأعراف:172] قلت: ولفظ حديث ابن عمرو الذي أعلهابن كثير بالوقف إنما هو "أخذ من ظهره.." فأي فرق بينه وبين لفظ حديث أنس الصحيح.

فالشيخ الألباني رحمه ينقد -كلام الحافظابن كثير - فنعرف بذلك أن كلام المصنف الذي هو منقول من كلام ابن كثير منتقد وأنه مرجوح.

والحافظ ابن كثير رحمه الله أعل حديث عبد الله بن عمر وقال: إنه موقوف ولفظ حديث عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، قال أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم ألست بربكم؟ قالوا بلى: قالت الملائكة شهدنا أن تقولوا يوم القيامة، إنا كنا عن هذا غافلين) ، يقول الشيخ ناصر: فأي فرق فلفظ حديث ابن عمرو الذي أعله ابن كثير "أخذ من ظهره"

وفي حديث أنس في الصحيحين يقول: (قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً) فالحديثان في الحقيقة موردهما وموضوعهما واحد فحديث أنس لا شك في صحته وهو يؤيد ذلك الحديث الذي هو ضعيف أو موقوف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015