هذا هو النوع الأول، وهو شرك أكبر، ولذلك كَانَ هو التوسل الشركي، أو هو نوع من أنواعه.

دعاء الله تعالى بواسطة غيره من البشر

يقول المصنف: [وأما الاستشفاع بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيره في الدنيا إِلَى الله تَعَالَى في الدعاء، ففيه تفصيل، فإن الداعي تارة يقول: بحق نبيك، أو بحق فلان] في هذه الصورة من صور الاستشفاع وهي: أن أحداً لا يقول: يا رَسُولَ اللهِ! اشفع لي، ولكن يقول: يارب! بحق نبيك، أو بحق فلان من الصالحين أعطني أو أدخلني الجنة، أو يدعو بما شاء، متوسلاً بحق أي إنسان ولو كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو يقسم عَلَى الله بأحد من مخلوقاته فهذا محذور من وجهين:

[أحدهما: أنه أقسم بغير الله] وذلك حينما قَالَ: "بحق فلان" كائناً من كان فلان، وكما سيذكر بعد ذلك في حكمه.

[والثاني: اعتقاده أن لأحد عَلَى الله حقاً ولا يجوز الحلف بغير الله] هذا إبطال للعلة الأولى.

وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) .

والشرك ينقسم إِلَى قسمين:

1- الشرك الأكبر: الذي يخرج صاحًبه من الإسلام عافانا الله وإياكم.

2- الشرك الأصغر: وهو ما كان دون ذلك، إلا أنه من أكبر الكبائر، فهو أكبر من الزنى ومن شرب الخمر، ومن اللواط، ومن كل معصية لم يسمها الله تَعَالَى ورسوله شركاً.

درجات المعاصي

المعاصي عَلَى ثلاث درجات: النوع الأول: وهو أكبر الكبائر، وهو الشرك بالله الذي يخرج بصاحبه من الملة، وهو المعصية الكبرى التي لا يغفرها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أبداً إلا لمن تاب منها.

والنوع الثاني: المعاصي التي لا تخرج صاحبها من الملة، ولكن سماها الله ورسوله شركاً أو كفراً، فهذه أكبر مما دونها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015