فمن أراد أن يتوسل إِلَى الله فهذا طريقه الذي أمر الله به أن تبتغى إليه الوسيلة هي: أن يطاع وأن يتقرب إليه بما شرع فهذا هو ابتغاء الوسيلة، وهذا هو توسل عباد الله الصالحين (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) [الإسراء:57] في أنهم يعبدون الله ويتقونه ويخشونه، ولا يبتدعون في دين الله بل ولا يعصونه فيما هو أقل من ذلك.

التوسل الشركي

وأما التوسل الشركي فهو: أن يُدعي غير الله، وأن يستغاث بغير الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وأن يذبح وينذر لغير الله، أو أن يصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله، ويُقَالُ: هذا واسطةٌ بيننا وبين الله، وهذا هو عين ما قاله المُشْرِكُونَ حينما قالوا: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] .

التوسل البدعي

وأما التوسل البدعي فهو أن يكون المدعو والمعبود هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الحقيقة ولكن يتوسل إليه بذات من ذوات المخلوقين أو بجاههم، أو بعمل من الأعمال التي لا يصح التوسل بها، أو بحق من الحقوق فهذا هو التوسل البدعي، لأن لدينا قاعدة بسيطة سهلة يحفظها الجميع وهي أن كل عمل لم يعمله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو بدعة، حتى ولو جَاءَ إنسان وقَالَ: هذا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجاهه عند الله عظيم.

فنقول: نعم، النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذلك؛ لكن هل معنى ذلك أننا نسأل الله بذاته؟ هل ورد ذلك؟ هل فعل الصحابة ذلك بعد مماته؟ لا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015