حتى إن العلماء الكفار "علماء الكون" الذين تمردوا عَلَى النصرانية، وتدينوا -كما يقال- بدين العلم، عندما تعمقوا، وجدوا أن كل هذه العلوم، وكل نتائجها تدل عَلَى أن لهذا الكون إلهاً واحداً هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهذه الآيات قادتهم إِلَى الاعتقاد بأنه لا إله إلا الله، وأنه حكيم، خالق، رازق، يدبر هذا الكون وينظمه.
ولا شك أن المؤمن بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبما أنزل إذا تأمل في آيات الله الكونية يكون إيمانه أضعاف ذلك الإيمان السابق، ويختلف اختلافاً كلياً عن إيمان ذلك العالم الطبيعي أو الكيميائي أوالفيزيائي.
والله سبحانه خلق الكون لم يخلقه عبثاً ولا باطلاً؛ بل هذا ظن الكفار وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ [ص:27] أما قول المؤمنين فإنهم يقولون: رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:91] كما تأمل من قبل إمام الموحدين إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام في ملكوت السموات والأرض، وهكذا كل مؤمن يكون حظه من زيادة الإيمان بقدر ما يقرأ ويتدبر من الآيات القرآنية، ومن النظر في الآيات العيانية المشاهدة، وبالتفكير بعقله في هذه الحجج والبراهين التي أنزلها الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في كتابه وأودعها في مخلوقاته.
فوحدانية الله مما تتفق شهادة السمع والبصر والعقل والفطرة عليها كما قاله المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ.
الآيات التي أعطاها الله للأنبياء تدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى
قَالَ المُصْنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: