من رحمة الله عَزَّ وَجَلَّ أن بين للبشر وحدانيته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غاية البيان، بطرق البيان الثلاثة وهي وسائط المعرفة التي عن طريقها نعرف أي شيء وهي:

أ-السمع.

ب-والبصر.

جـ-والعقل أو القلب أي: التفكر والتدبر.

وهذه الثلاثة هي المنافذ التي تصب جميعاً في المعرفة، فتتكون معرفة الإِنسَان للأشياء والأمور بهذه الطرق الثلاثة، ولذلك نجد أن الذي ولد أعمى -مثلاً- لا يكون لديه أحد هذه المصادر وهو النظر، فلا يستطيع أن يتمتع بآيات الله الكونية، وفاقد السمع أشد من ذلك، لأنه لا يستطيع أن يفهم إلا عن طريق السمع، وإن كَانَ يبصر هذه الأشياء، ومن حرم التفكير والعقل فقد حرم كل شيء أصلاً، وإن كَانَ به سمع أو بصر.

والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قد بين وجلى وحدانيته -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وأنه لا شريك له من هذه الطرق الثلاثة كلها، حتى يقر في قلب الإِنسَان معرفة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ووحدانيته.

وأعظم المعارف -كما قال إمام النحاة - سيبويه- هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لأن هذه المنافذ الثلاثة، ووسائل المعرفة كلها تدل دلالات قطعية، وتبين بيانات لا لبس فيها أبداً؛ أنه واحد -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وأنه لا شريك له، لا في ربوبيته، ولا في أسمائه وصفاته.

قول المصنف: [أما السمع فبسمع آياته المتلوة ... ] .

كلمة السمع تطلق ويراد بها: هذه الحاسة "أي: الأذن" وتطلق في علم الكلام -كما يسمونه- بما يقابل الأدلة العقلية.

أنواع مباحث العقيدة عند علماء الكلام

يقولون في علم الكلام إن المباحث عَلَى نوعين:

عقليات وسمعيات:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015