فالإِنسَان يقرأ سورة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد [الإخلاص:1] في ركعتي الفجر، وفي سنة المغرب والوتر وكذلك ركعتي الطواف ونحو ذلك، حيث تضمنت هذه السورة توحيد المعرفة والإثبات، وتضمنت سورة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ توحيد الطلب والإرادة.

فهناك حكمة في فضل هاتين السورتين، وتكرر قراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهما فيما ذكرنا.

أما التوحيد الثاني الذي ذكره المُصْنِّفُ فهو: توحيد الطلب والقصد ودليله مثل قوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الآية [آل عمران:64] التي كتبها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أعظم الملوك في الأرض في زمانه وهو هرقل عظيم الروم، وهو الذي كَانَ يمثل قمة وزعامة أرباب أوروبا النصرانية التي تدين بالدين المعروف الذي ينسبونه إِلَى المسيح عَلَيْهِ السَّلام.

فهذه الآية من الأدلة عَلَى التوحيد العملي وتوحيد الألوهية، وكذلك أيضاً أخبرنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، عن أهل الكتاب أنفسهم في سورة التوبة حين قَالَ: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّه [التوبة:31] وهنا يقول: وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ آل عمران:64] ، فهذه الآية دالة عَلَى أن أهل الكتاب وخاصة النَّصَارَىأعظم ما أضلوا فيه أنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله فالبابوات والكردينلات والأساقفة والقساوسة والبطاريق يشرعون لهم العبادات من دون الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فيطيعونهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام، ولذلك نزلت هذه الآية في حقهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015