ولكن هنا إشكال يرد، ونحب أن نفصل فيه حتى تزول الشبهة، وهو قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما روى الإمام مالك في الموطأ عنه أنه قال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد اشتد غضب الله عَلَى قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فأورد بعض دعاة الشرك قديماً وحديثاً أن الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجاب الدعوة، وهو في هذا الحديث قد دعا الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن لا يجعل قبره وثناً يعبد، إذاً فلن يعبد قبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمهما عبدنا، ومهما دعونا القبر، ومهما استغثنا، ومهما طفنا، فهذه ليست بعبادة.

وهذه الشبهة هي من أعظم شبهاتهم -كما يظنون- ولكنها إذا عرضت عَلَى الدليل العلمي الصحيح تزول بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وتنكشف، وكما سبق وأن قلنا ونعيد القول بأن أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ ودعاة التوحيد -ولله الحمد والمنة- مستعدون للإجابة عن أية شبهة علمية يوردها هَؤُلاءِ، فالجواب عليها موجود عند علماء أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ وفي كتبهم، ولذلك نَحْنُ نريد من هَؤُلاءِ النَّاس أن يحرروا عقولهم من التقليد والتبعية لغير الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وينظروا إِلَى الأمور بنظرة علمية خالصة جادة، فإذا وافقوا عَلَى ذلك، ولم يبق إلا مثل هذه الشبهات العلمية، فان الجواب عنها قريب بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015