الله الذي فتح باب التوبة عَلَى مصراعيه! ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو يقبل التوبة عن عباده، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وهو الذي ينجي كل من دعاه في ظلمات البر والبحر، فالله لا يحتاج إِلَى من يتوسط عنده، أو يشفع عنده، أو يدعى غيره، ويعبد غيره لكي ينزل رحمته -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَلَى أحد؟!.
سبحانك هذا بهتان عظيم!
هذا أصل الذين عبدوا الملائكة.
عبادة الجن
وأما عبادة الجن، فيوم يبعثهم جميعاً -يَوْم القِيَامَةِ- يأمر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كل أناس كانوا يعبدون الطواغيت، أن يتبعوا ما كانوا يعبدون، فيتبع عباد الطواغيت الطواغيت، ويتبع عباد الجن الجن، لأنهم كانوا في الدنيا يعبدونهم، فيحكم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بين الطواغيت وبين عبادهم، فيقول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ [الأنعام:128]-أي: الذين يعبدون الجن أكثر طائفة بني آدم- وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا [الأنعام:128] .