الإيمان بالملائكة والرسل ونحو ذلك مذكور في أواخر سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة:285] هذه أربعة من أركان الإيمان ذكرها الله تعالى في هذه الآية.
وهذه الآية في آخر سورة البقرة ورد فيها فضل، مع الآية التي بعدها، وفي الحديث (من قرأهما في ليلة كفتاه) ، يعني: أصبحت كافية له عن الأوراد، ومن سأل الله تعالى بها أعطاه؛ وذلك لأن الله تعالى أجاب الدعاء الذي ذكر فيها، إذا قال العبد: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286] قال الله: قد فعلت، وإذا قال: {رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة:286] قال الله: قد فعلت، وإذا قال: {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة:286] قال الله: قد فعلت، إذا كمل الآية إلى قوله: {فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:286] قال الله: قد فعلت، فيعتبر قراءة هاتين الآيتين تجديداً للإيمان، وختمت سورة البقرة بهذا الدعاء الذي ترجى إجابته إن شاء الله.