المنزلة بين المنزلتين عند المعتزلة

الأصل الثالث عند المعتزلة هو: المنزلة بين المنزلتين، وماذا يريدون بذلك؟ يتعلق هذا بأسماء الأحكام والدين، عند أهل السنة أن المؤمن لا يخرج من الإيمان بالذنوب، ولا يدخل في الكفر، بل يقال للمذنب: مؤمن عاصٍ، ويقال له: فاسق، ويقال له: مؤمن بإيمانه، وفاسق بكبيرته، ولا نخرجه من الإيمان كلياً، ولا ندخله في الكفر، ولا نحكم عليه بالنار، ولا نستحل قتله ولا قتاله، ولا أخذ ماله، ولا سفك دمه؛ لأن معه الأصل الأصيل الذي هو الإيمان بالله وحده، ولو صدر منه ما صدر.

أما المعتزلة فإنهم يخرجونه من الإيمان ولا يدخلونه في الكفر، يجعلونه في منزلة بينهما، فيقولون: ليس بمؤمن وليس بكافر، (ليس بمؤمن) بمعنى: أننا لا نعامله معاملة المؤمن حتى ولو كان يصلي ويزكي، ما دام أنه مثلاً يأكل الربا أو يزني أو يشرب الخمر أو يكذب وما أشبه ذلك، يخرجونه من الإيمان ولا يدخلونه في الكفر، يجعلونه في منزلة بينهما، لو أدخلوه في الكفر لاستحلوا سفك دمه، ولاستحلوا أخذ ماله، ولاستحلوا سبي نسائه، لكنهم لا يفعلون ذلك بل يجعلونه في منزلة بينهما، وهذه المنزلة مبتدعة، أهل السنة يقولون: إنه لا يخرج بذلك من الإيمان والله سبحانه وتعالى إذا شاء عفا عنه، وإذا شاء عذبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015